بعد جمع وتحليل الصور والأدلّة البصريّة التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الأخبار؛ تحقق الأرشيف اليمني، من أنّ هيئة مستشفى الثورة في مدينة تعز ، قد استُهدفت بعدد من الهجمات والقذائف الصاروخية مرات متعددة.
ووفقًا للأدلة والمصادر التي تمّ تحليلها، فقد استُهدف محيط مستشفى الثورة، بعدد من القذائف الصاروخيّة لتطال عددًا من الأقسام الطبيّة، وسكن الأطباء، وبوابة المستشفى، والمنازل المجاورة لها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والمرضى والكادر الطبي العامل في المستشفى.
بدأ الهجوم الأول عند الساعة 11:30 ليلًا من يوم 20 حزيران/ يونيو عام 2015، واستمر حتى الساعة 02:00، صباحًا من اليوم التالي، أي أنّ الهجوم استمر لمدة ساعتين ونصف من القصف المستمر على أقسام المستشفى.
الهجوم الثاني حدث في 25 تشرين الأول/أكتوبر عند الساعة 09:00 صباحًا، حيث سقطت قذيفة أمام بوابة المستشفى أسقطت قتلى وجرحى، وفي الساعة 12:00 ظهرًا سقطت قذيفة أخرى على الجانب الأيسر من المبنى الكبير في المستشفى. فيما الهجوم الثالث حدث في 11 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة 05:38 مساءًا بسقوط عدد من القذائف الصاروخيّة التي أودت بحياة شخصين فيما أصيب تسعة آخرون.
تسببت تلك الهجمات بدمار جزئي لبعض الأقسام الحيويّة في المستشفى، مما استدعى توقفها عن العمل، فيما أشارت العديد من التقارير إلى مسؤولية قوات الحوثي عن هذه الهجمات.
ورغم عدم عثور الأرشيف اليمني على أي محتوى مفتوح المصدر يشير إلى المسؤولين عن هذه الهجمات، إلّا أنّ الهجوم حدث بالسلاح الثقيل والدبابات ومدافع الهاون المختلفة، وقد حدث الهجوم بعد أن سيطرت قوات الحوثي على معسكرات الدولة، بما فيها من أسلحة حربيّة، ومدافع ثقيلة، كما إنّها كانت تسيطر آنذاك على جميع المرتفعات والأماكن المُطلّة على المستشفى بعد توسع سيطرتها الجغرافيّة على المدن اليمنيّة المختلفة، ومنها تعز.
تقع هيئة مستشفى الثورة وسط مدينة تعز الواقعة جنوب اليمن، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 286 كيلومتر، وتشهد المحافظة نزاعًا مسلحًا بين قوات تابعة للحكومة اليمنيّة، وبين قوات تابعة للحوثيين التي تسعى للسيطرة على المدينة منذ مارس/آذار 2015 حتى الآن.
ماذا حدث؟
خلال العام ٢٠١٥، تداولت العديد من القنوات الفضائية والمواقع الإخباريّة وصفحات الناشطين المحلييّن، أنباءاً عن تعرض هيئة مستشفى الثورة في محافظة تعز لقصف متكرر بقذائف صاروخيّة في فترات متفاوتة. أطلقت قوات الحوثيين هذه القذائف لتطال أقسام حيويّة في المستشفى، وتسببت في تدمير جزئي لبعض هذه الأقسام، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حيث كان القصف على مستشفى الثورة في تعز، جزالأقسام، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حيث كان القصف على مستشفى الثورة في تعز، جزءاً من استهداف متكرر للمكان طوال النصف الثاني من ذلك العام. ءاً من استهداف متكرر للمكان طوال النصف الثاني من ذلك العام.
الهجوم الأول
في العشرين من حزيران/ يونيو2015، نشر عبد القادر الجنيد وهو طبيب وناشط سياسي يمني مقيم خارج اليمن، على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك، منشوراً عند الساعة 23:30، عن تعرض هيئة مستشفى الثورة في تعز للقصف العشوائي من قبل قوات الحوثي، وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح. وفي اليوم التالي، نشرت صفحة مدينة تعز على فيسبوك في تمام الساعة 01:08 صباحًا، منشوراً عن تعرض قسم الإسعاف في هيئة مستشفى الثورة لقصف مدفعي. وفي نفس اليوم نشر موقع اليمني الجديد خبراً ، عن استمرار قصف هيئة المستشفى من قبل قوات الحوثي وصالح، وأنّ قذائف أصابت قسم الإسعاف وأخرى أصابت منازل المدنيين جوار المستشفى.
- في يوم 23 حزيران/ يونيو2015، أي بعد يومين من الهجوم الأول، نشر مراسل قناة يمن شباب، أمين دبوان تقريرًا ، شاركه على قناته الشخصيّة على موقع يوتيوب. يظهر التقرير آثار القذائف على مبنى المستشفى، كما ورد في التقرير شهادة لأحد العاملين في المستشفى يقول فيها: “في تمام الساعة الثانية عشرة ليلًا وصلت قذيفة إلى قسم العمليات مما أدى إلى تحطم غرفة العمليات، القذيفة الثانية وصلت إلى قسم الولادة، والقذيفة الثالثة وصلت إلى غرفة العناية المركزة، وقذيفة أخرى وصلت إلى قسم الأشعة”. وعند الدقيقة 01:15 في التقرير يُسمع صوت أعيرة نارية بالقرب من المستشفى، ويضيف شاهد العيان: “كما تسمعون الآن ما زال القصف مستمرًا، وعند الساعة الثامنة صباحًا، اصيبت وحدة إغاثة الحرب، بـ10 طلقات قناصة “. وقال أحد المرضى، وكان يقطن في إحدى الغرف التي تعرضت لشظايا القذائف عند الدقيقة 02:56 في التقرير: “ستة قذائف في الليل أسقطت زجاج المستشفى بالقرب منا ونحن قاعدون في أسفل المبنى”.
وفي الخامس والعشرين من حزيران/يونيو2015، نشر حساب مجاهد السلالي #اليمن تغريدة على موقع تويتر تُظهر تعرض سكن أطباء مستشفى الثورة للقصف بقذائف صاروخية.
في يوم 27 حزيران/ يونيو2015، نشرت صفحة انتهاكات الحوثيين، صورًا على موقع فيسبوك تُظهر الدمار الذي تعرّضت له المستشفى، ومن بين هذه الصور واحدة لطبيب يحمل جسم إحدى القذائف الصاروخيّة التي أصابت المستشفى.
في السابع من تموز/ يوليو نشر صالح الحكمي، مقطع فيديو مصوّراً داخل مستشفى الثورة، ويظهر في الفيديو آثار الدمار، في بعض أقسام المستشفى بفعل القصف الصاروخي الذي تعرضت له؛ وورد في الفيديو شهادة لأحد العاملين في المستشفى، يقول فيها: “مستشفى الثورة العام هو المستشفى الحكومي الوحيد الذي يعمل الآن بنسبة 1% من طاقته الفعلية، كما تلاحظون جميع مرافق هذا المبنى الكبير مغلقة بسبب القصف، هناك مبنى صغير فقط يعمل لجميع الحالات، أُغلق قسم العمليات الكبرى والباطنية والجراحة والعيون. الآن يعمل قسم الكلى الصناعية ولجنة طوارئ الحرب التي شكلت بعدد محدود وبشكل طوعي”.
أولى الأخبار التي وردت عن هذا الهجوم كانت منشور عبد القادر الجنيد على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك، وكان ذلك في الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي في اليمن، والذي أشار إلى بدء تعرض مستشفى الثورة إلى القصف العشوائي. ولمزيد من التحقق حول وقت الهجوم، قام فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني، بتحليل الطابع الزمني لمنشورات موقع فيسبوك باستخدام أداة 4webhelp لتحديد توقيت النشر، حيث ظهر تطابق في التوقيت.
استمرت المنشورات التي تشير إلى وجود قصف مستمر تتعرض له مستشفى الثورة حتى الساعة الثانيّة بعد منتصف الليل من يوم 21 حزيران/ يونيو 2015. فنشرت صفحة نبض الكرامة الإخباريّة؛ منشورًا على موقع فيسبوك عند الساعة 01:42 صباحًا حسب التوقيت المحلي، يذكر المنشور، أن القصف على مستشفى الثورة مازال مستمرًا من قبل جماعة الحوثي وصالح، وقام فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني من التحقق من توقيت نشر الخبر اعتمادًا على الأداة السابقة.
تشير الشهادات التي أظهرها فيديو تقرير قناة يمن شباب، إلى أن توقيت القصف كان حوالي الساعة 12:00 عند منتصف الليل حسب التوقيت المحلي.
الهجوم الثاني
في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2015، نشر طه صالح، وهو مصوّر مقيم في مدينة تعز، منشورًا على موقع فيسبوك يذكر فيه سقوط قذيفة أمام بوابة مستشفى الثورة؛ وفي نفس اليوم نشرت صفحة المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية – تعز، صورة على موقع فيسبوك تظهر دخانًا متصاعدًا. وقال المنشور إنّ هذه صورة حصريّة لسقوط قذيفة هاون أمام بوابة مستشفى الثورة، كذلك نشر الوهباني داوود على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك؛ منشورًا عن إصابة أحد أصدقائه بشظايا قذيفة سقطت أمام بوابة مستشفى الثورة في تعز.
كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أخباراً، عن تعرض مستشفى الثورة لقصف آخر يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، فنشر حساب تعز الآن؛ تغريدة على موقع تويتر تحتوي على صور مرفقة بجملة “إحدى القذائف التي سقطت قبل قليل إلى داخل مستشفى الثورة”، ونشر موقع شعب أونلاين خبرًا عن تعرّض مستشفى الثورة في تعز إلى القصف لليوم الثاني على التوالي.
نشرت شبكة تعز الإخبارية، مقطع فيديو على موقع فيسبوك، يظهر لحظة سقوط قذيفة صاروخيّة أخرى داخل المستشفى. ونشرت قناة الجزيرة في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر2015، تقريرًا من داخل مستشفى الثورة يظهر فيه آثار القصف الذي تعرّضت له المستشفى، وعند الثانية 00:58 يُسمع دوي انفجار مباشر أثناء تصوير التقرير، كما يظهر عدداً من المرضى داخل المستشفى. وورد في التقرير شهادة مدير مركز غسيل الكلى، وقال إنّ “هؤلاء المرضى سوف ينتهون… نحن تحت الضرب المستمر، قصف متواصل على المستشفى، خطوط الإمداد مقطوعة بالكامل، لا نستطيع إدخال أية كمية من العلاجات”.
في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر نشرت اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، بيانًا صحافيًا
دعت فيه إلى وقف الهجمات التي تتعرض لها مرافق الرعاية الصحيّة في اليمن، وأعربت عن جزعها إزاء استمرار الهجمات التي تتعرض لها المرافق الصحيّة، وأشارت فيه إلى ما تعرضت له مستشفى الثورة في مدينة تعز.
استمر هذا الهجوم على المستشفى لساعات، وتم تداول الكثير من الأخبار والصور والمنشورات التي تظهر، تعرّض المستشفى لقذيفتين صاروخيتين في توقيتين مختلفين.
في منشور طه صالح علي، والذي سبق ذكره، تم نشره عند الساعة 09:45 صباحًا بتوقيت اليمن المحلي. ولمزيد من التحقق قام فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني بتحليل الطابع الزمني لمنشورات موقع فيسبوك باستخدام أداة4webhelp لتحديد توقيت النشر على فيسبوك، والذي أظهر تطابقًا في التوقيت.
في منشور المركز الإعلامي للمقاومة الشعبيّة – تعز، تظهر صورة تبيّن دخاناً متصاعدًا نتيجة سقوط قذيفة أمام بوابة المستشفى، حسب المنشور، وباستخدام أداة Shadow Calculator يتأكد أن الهجوم كان في حوالي الساعة 09:46 حسب التوقيت المحلي لمدينة تعز.
فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباءاً عن سقوط قذيفة اخرى ونشرت عددًا من الصور ومقطع فيديو يظهر تصاعد للدخان، نشرت شبكة تعز الإخباريّة مقطع فيديو على موقع فيسبوك، يُظهر ظلّ أشخاص، كانوا بالقرب من مكان القصف وباستخدام الأداة السابقة يتأكد أنّ الهجوم كان في حوالي الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي لمدينة تعز.
الهجوم الثالث
يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر نشر حساب “الحالمة تعز تكاوش”، على موقع فيسبوك منشورًا ، يذكر سقوط قتلى وجرحى نتيجة سقوط قذائف صاروخيّة على مستشفى الثورة في تعز. وفي نفس الوقت نشر حساب قناة سكاي نيوز عربية – عاجل؛ تغريدة على موقع تويتر يفيد بإصابة ٨ أشخاص بقصف لقوات الحوثي على مستشفى الثورة في تعز. كما نشرت صحيفة اليوم السابع المصريّة في مساء ذلك اليوم؛ خبرًا ععن تعرض مستشفى الثورة في تعز إلى القصف. كما نشر موقع جريدة الديار اللبنانيّة، خبرًا عند الساعة 23:13 مساء اليوم ذاته عن تعرض مستشفى الثورة للقصف من قبل قوات الحوثيين.
في نفس اليوم، نشرت شبكة تعز الإخبارية بلاغًا صحافيًا نسبته لهيئة مستشفى الثورة في تعز. يؤكد البيان على سقوط قذائف صاروخيّة على مستشفى الثورة وحدوث إصابات في الكادر الطبي للمشفى.
في الثاني عشر من تشرين الثاني نوفمبر، نشرت قناة extra news المصريّة على صفحتها على موقع يوتيوب، تقريرًا عن تعرض مستشفى الثورة العام في تعز إلى القصف الصاروخي من قبل قوات الحوثي.
كان أول المنشورات التي تداولت خبر الهجوم، هي تغريدة نشرتهاا صفحة تعز مونيتور على موقع تويتر عند الساعة 05:38 بالتوقيت المحلي لمدينة تعز. فيما نشر ياسر مارش الحميري، وهو أحد العاملين في المستشفى، على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك، منشورًا عن تعرض المستشفى للقصف، ويظهر التوقيت 05:48 مساءاً كما تداولت بقية الصفحات ومواقع الأخبار، والناشطين أنباء القصف بين الساعة 05:38 حتى منتصف ليل 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
المعالم البارزة والموقع الجغرافي:
لتحديد الموقع المُستهدف بدقة، قام فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني بجمع المحتوى البصري المرتبط بالهجمات والتحقق منه، وتحديد المعالم البارزة ومقارنتها، ومن ثم مطابقتها مع صورة الأقمار الصناعيّة المأخوذة لمكان مستشفى الثورة العام في مدينة تعز، جنوب البلاد.
تظهر خرائط الأقمار الصناعية، موقع هيئة مستشفى الثورة وسط مدينة تعز، ويظهر مقطع الفيديو آلذي نشره صالح الحكمي على قناته على موقع يوتيوب بعض المعالم البارزة داخل مستشفى الثورة، وبعد المطابقة عبر جوجل ايرث تم تحديد المكان آلذي قال فيه التقرير، إنه سكن الأطباء آلذي تعرض للقصف داخل المستشفى، كما يمكن ملاحظة تطابق التضاريس الظاهرة في الفيديو مع الموقع بإستخدام “جوجل ايرث برو”، كما يظهر في الفيديو صورة من زاوية تطابقت مع صورة لمستشفى الثورة التقطت من نفس الزاوية.
في الصورة التي نشرتها صفحة المركز الإعلامي للمقاومة الشعبيّة – تعز على صفحتها في موقع فيسبوك، والتي قالت إنّها صورة حصرية لسقوط قذيفة أمام مستشفى الثورة، يظهر تطابق مع الصور الموجودة على جوجل إيرث، حيث تظهر في الصورة لوحة كافتيريا شباب تعز مقابل بوابة المستشفى، وكذلك يظهر مبنى مرتفع لونه أبيض، وقد تمكن فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني، تحديد المكان على خرائط جوجل إيرث كما هو موضح في الصورة التالية:
في الهجوم الثاني، ظهر يوم 25 أكتوبر 2015، بمقارنة المعالم التي ظهرت في الصور والفيديوهات التي نُشرت يوم الهجوم مع صور الأقمار الصناعيّة، تبيّن أنّ القذيفة سقطت في الجهة اليسرى من المبنى الكبير داخل مستشفى الثورة.
أثر الهجوم والسلاح المستخدم:
في العام ٢٠١٥، كانت هيئة مستشفى الثورة هي المرفق الصحي الحكومي الوحيد في مدينة تعز الذي يعمل في استقبال المرضى وجرحى الحرب من عسكريين ومدنيين، تشير التقارير التلفزيونيّة عن تعرض العديد من الأقسام للدمار بسبب القصف الذي تعرضت له المستشفى، كما نشرت لجنة الصليب الأحمر صورًا في تقرير لها، تقول إنّه صو غرفة من الغرف التي تعرضت للقصف.
بالمقارنة بين لقطات الفيديو والصور التي نُشرت على تويتر، تظهر إحدى الغرف التي قيل إنّها سكن الأطباء في المستشفى من الزواية الأماميّة مطابقة في المحتويات مع لقطة فيديو صورت من الزاوية الخلفيّة.
كما تطابقت معالم الصور التي نشرتها لجنة الصليب الأحمر، مع معالم المكان الذي ظهر في فيديو تقرير قناة يمن شباب.
كما نشر حساب انتهاكات الحوثيين صورة ، تطابقت مع المعالم التي ظهرت في فيديو صالح الحكمي.
الصور التالية هي صور نشرتها وكالة الأناضول للأنباء، على صفحتها في موقع فيسبوك وهي تُظهر آثار الدمار داخل مستشفى الثورة، وتليها صور مأخوذة من تقارير إخباريّة سبق ذكرها في هذا التحقيق.
ذكرت معظم الادعاءات الواردة في قنوات الأخبار، ومقاطع الفيديو، والصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الهجوم تمّ بقذائف الهاون، وقذائف الدبابات، أطلقتها قوات تابعة لجماعة الحوثي. وقد توصل فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني، إلى صور عديدة توّثق بقايا الذخائر المستخدمة في الهجوم، حيث تُظهر الصور هيكلًا لقذيفة هاون صاروخيّة، بينما يظهر في أحد الفيديوهات ، آثار لطلقات ناريّة أصابت نوافذ المستشفى، وهو ما يتوافق مع الشهادات الواردة حول الهجوم والتي أشارت إلى قصف، يصيب المستشفى بعدد من قذائف الهاون والدبابات، وكذلك سُمع صوت طلقات ناريّة في فيديو آخر، وقال أحد شهود العيان في هذا الفيديو : إنّ “10 طلقات قناصة أصابت وحدة إغاثة الحرب”.
الخسائر البشريّة الناتجة عن الهجمات
سقط العديد من القتلى والجرحى في ظل الهجمات المتكررة على مستشفى الثورة في مدينة تعز، والتي بلغت ذروتها في النصف الثاني من العام 2015، وبسبب الأنباء المتعددة والمتضاربة عن سقوط الضحايا، ركّز فريق التحقيقات في الأرشيف اليمني، على الخسائر البشريّة الموّثقة بالاسم والصورة والتي نُشرت على المواقع الإخباريّة ومواقع التواصل الاجتماعي في الحوادث المحدّدة في هذا التحقيق.
في هجوم الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، تشير الإحصائيّة التقريبيّة إلى مقتل مدني واحد فيما أصيب آخرون بجروح؛ وفي هجوم الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، سقط 11مدنياً بين قتيل وجريح حسب قوائم الأسماء المنشورة.
كان موقع سكاي نيوز عربيّة، قد نشر في الثاني عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 خبرًا، عن إصابة ثمانيّة مدنيين بقصف على هيئة مستشفى الثورة في تعز. فيما أصدرت هيئة مستشفى الثورة في تعز بلاغًا، سمّته “بلاغ صحفي رقم 2” ونشرته صفحة تعز الإخبارية في موقع فيسبوك، ويذكر البلاغ تعرّض أحد الموظفين للإصابة فيما أصيب ثمانية مدنيين آخرون.
نشرت العديد من المواقع أسماءً للقتلى والجرحى الذين سقطوا بسبب هجوم الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
تشير الاحصائيّة التقريبيّة للحوادث التي تم تتبعها في النصف الثاني من العام 2015 عن إصابة 12 مدنياً ومقتل 3 آخرين في الهجمات المتكررة على هيئة مستشفى الثورة في مدينة تعز من قبل قوات الحوثي.
معلومات عن الكاتب
تحقيق | عبدالله المعمري
صحافي متدرب في الصحافة الاستقصائية، | عضو فريق مؤسسة “FREE MEDIA”